الجمعة، 10 أبريل 2015

قصة ليله باردة الجزء الثانى للاستاذة سحر عمرو





ليله بارده ....سحر عمرو

===الجزء التانى ===

كيف مرت هذه السنوات الاربعون . جرت مسرعه وحمدت الله انها وصلت فى اللحظه المناسبه وطبعا لم تنتظر المصعد ((الاسانسير)) جرت الى السلم سريعا و جلست تتحدث مع ابيها وتطمنئنه حتى دخل الى غرفة العمليات وهى تدعوا الله ان يعود اليها سالما
وعادت تفكر مرة ثانيه كيف مر عليها هذا العمر وماذا فعلت لنفسها .. ﻻشئ !
من هى ؟؟ اين هى؟؟ اين حياتها ؟؟ لقد ضاعت فى الزحام .

دخل الطيبب معلنا انه حانوقت دخول ابيها الى غرفه العمليات قائلا: "بعد اذنك يامدام " ، هزت رأسها وساعدت الممرضه وهى تجر السرير الى الخارج وهى لا تستطيع ان تمنع دموعها ان تنهمر و قالت : متخافشى يابابا هتقوم بالسلامه ان شاء الله
فربت على يديها قائلا : متخافيش انت ياندى انا ربنا معايا وهقوم منها علشان خاطرك انت بس.
سحبته الممرضه الى داخل العمليات ومنعوها من الدخول .
ذهبت الى اقرب كرسى للحجرة واخرجت مصحفها لتقرأ قليلا رن الهاتف ،
يالله انه على زوجها بتكلم كتبرأ هذه الايام
ندا : انت البومبن دول بتتصل كتير اوى ليه ؟؟
على : بﻻش يعنى، مش ﻻزم اطمن على عمى ؟ انت عارفه بحبه ازاى !
ندا : اه عارفه هتقولى
على : ينفع اكلمه
ندا : ﻻ خلاص هو تحت التخدير الان
على : متى ستنتهى الجراحه؟؟
ندا : ستأخذ حوالى 4 ساعات ربنا يستر
علي : اوك ياندا هاتصل بيكى اما يخلص .
ردت ان شاء الله ، انت لسه فاكرنى ياعلى هو انت لسه هتتصل ، طولت الغياب حياتى معاك ﻻسلكيه منذ 10سنوات مفكرنى ايه جبل ﻻ انا انسانه ليا مشاعر عندى احساس تتملكنى رغباتى مثل اى امراه بموت فى اليوم مائه مرة من غيرك كيف تتركنى وتسافر 10سنوات متصله لم ارك فيهم اﻻ اسبوع واحد اول سنه لسفرك والله حرام مفروض استحمل لحد امتى والى متى سأكلم نفسى ﻻ المرة دى خلاص ﻻزم اشوف حل كل شئ له نهايه
على: مالك ياندا ؟
رمت ندا تليفونها على الكرسى وبكت طويلا وهى تقول في نفسها : مالى ؟؟ انت لسه بتسأل مالى ، يااخى حس بيا شويه بقى تعبت ياناس تعبت ده ربنا بيرحم ارحم انت بقى ، ودخلت فى بكاء طويل واخيرا هدأت امسكت مصحفها وبدات تتلو سورة يس ((يس والقران الحكيم انك لمن المرسلين ...))
كانت تدعوا الله طويلا أن يشفى والدها ويبقيه ﻻجلها وهى مازالت تفكر تتذكر اول لقاء بينهما





====== الجزء الثالث ========

لم يكن حبا بقدر ماكان انبهارا . نعم كنت اعرفه شكلا ، كان دائم الوقوف امام المدرسه وكنت دائما اسأل نفسى لماذا يقف هكذا ياترى ينتظر من و دائما مابحثت فى وجوه الفتيات لعلي ارى اى دليل على وجه احداهن انه ياتى اليها لكن لم يحدث .
حتى سألتنى صديقتى مرة فى طريق العوده : شايفه الشاب الى واقف هناك ؟
نظرت اليه فورا ثم قلت مسرعه من ؟؟ تقصدين من ؟؟ هناك كثير ا من الشباب يقفون كل يوم
ضحكت طويلا وقالت عيب عليكى ده مبيرفعش عينه من عليكى
و بالطبع استمريت فى الانكار لانى فعلا لا أدرى ان كان يقصدنى ام يقصدها لطالما رأيته ينظر فى اتجاهنا ولكن وقتها لم اكن ادرى من يقصد بتلك النظرات الثاقبه المتفحصه
فقالت لى انه يريد ان يتعرف اليكى و طبعا رفضت وبشده
و للمفاجاه وجدته خلفى يحاول ان يبدأ معى اى حوار ونظرت اليه يالله لقد كان جميلا واعلم انها كلمه تقال للنساء لكنه كان جميلا حقا بمعنى الكلمه ..ورفضت ايضا ان ارد عليه فناولنى ورده حمراء جميله ولاادرى لما اخذتها ؟؟؟؟واعتقد انى حافظت عليها اكثر من عشرة ايام وبعدها وضعتها فى مكتبى بين الكتب مرت عده ايام وهو يتابعنى دائما ولاحظت ان بينه وبين صديقتى حوار على الهاتف واعلم ان لها اسلوبا مختلفا فى معاملتها مع الشباب وجدتها تضحك وتطلب منى رقم تليفون ابى فأعطيته لها على استحياء ولم اسألها عن السبب
حتى قالت لى بتستعبطى ولا وش كسوف ؟؟
وكأى فتاه لاحظت ارتباكا فى منزلنا ومناقشات وابواب مغلقه على ابى وامى وخمنت وكأنها مشكله طابا ستحل من هنا الى ان جائت اختى الصغيره تخبرنى ان هناك عريس طلب يدى وخمنت انه هو وتذكرت فيلم عربى قديم كنت اعشقه يسمى (( دعاء الكروان )) وضحكت داخلى معلنه ان الدنيا اتغيرت ياجماعه لخصوا بقى .
طرقت حجرة امى وسالتها مين هو ؟
فقالت: ايه قله الادب دى
قلت: ياماما اخلصى لو اسمه على انا موافقه
قالت لى : ودراستك ؟
فسكت وقلت : هبقى اكملها ، وهذا لم يحدث الى الان .
وتم خطبتنا فى خلال اسبوع وبعد شهرين على الاكثر كنت زوجته و كنت سعيده جدا كان وسيما ودائما ما يؤدى تمارين كمال الاجسام حقا فتنت به ، لكن لماذا لا تدوم السعاده ؟ كل شئ جميل ينتهى سريعا .
كنا نعبيش فى شقه جميله فى بيت اسرته لكنى لم استطع التأقلم معهم وشعرت بفرق كبير بين اسلوب المعيشه عندنا وعندهم ولا انكر ان هذا كان واضحا من طريقه دبح الدبائح ليله الزفاف وقبلها لكن وجدت لها مبررات اما الان لامجال لانكار هذه الفجوة بيننا وبينهم .
بدات المشاكل سريعا كان دائم الغياب دائم السهر خارج المنزل ومطلوب منى ان ابقى عند والدته حتى يأتى .
ماذا افعل انا مع هذه العائله الغريبه ؟
ولدهشه امى وابى طلبت الانفصال ، ولدهشتى انا وجدتهم يضحكون ويقبلونى ويغادرون قائلين بكرة تتعودوا على بعض .
للاسف لم نتعود كل ماحدث انى اصبحت حامل فى طفلى الاول وكان ايضا عامى الاول فى الجامعه و زادت المشاكل وطلبت الانفصال ثانيه ولم يهتم احد حتى اصبح عندى طفلين وأصبح صوت شجارانا يعلوا ويصل الى الجيران .
الى هذا الحد كنت مسلوبه الاراده الى هذا الحد قرروا مصيرى !
لقد كان مهندسا لكنه كان كسولا لايذهب الى العمل حتى استغنى عنه صاحب العمل وكان يمكث ساعات طوال فى البيت لايقوم باى شئ سوى مشاهده قنوات الرقص على التلفاز مما زاد حنقى عليه .
وبدا يطلب من ابيه ومن اخيه نقودا كثيره حتى انهم ضاقوا به ، من يتحمل اسره فوق اسرته !
طلبت منه البحث عن عمل كثيرا بلا جدوى ، طلب منى ذهبي و اعطيته له بدون تردد راجيه الله ان يصلح حاله ايضا ولكن بلا جدوى .
واستمر الحال واصبح عندى 3 اطفال ولاشئ يجد علينا الى ان اتت الينا صديقتى والتى كانت شاهده على حبه لى.
كانت هى الاخرى تزوجت و رزقها الله بنتين جميلتين مثلها .
لاحظت انبهاره بها وكأنه يراها لاول مرة
كانت جميله هى الاخرى لكنى كنت اجمل منها ، اعلم ذلك جيدا كان يعشقنى ويعشق هذا النوع من الجمال يعنى العيون الملونه والشعر الاصفر لكنها لم تكن كذلك ولا أدرى لما لاحظت هذه النظرة فى عينيه .
ونظرت لها وشعرت انها تدير عينها عنى انتهت الزيارة وكان سعيدا على غير العاده وعللت ذلك بعقد العمل الذى وعدته به ولم تخلف الوعد وبعد اقل من شهرين جاءت مخصوص واعطتنى العقد ...وسافر على ان يصحبنى واوﻻدنا الثلاثه معه فى اقرب وقت
سافر ولم اره اﻻ مرة واحده فى خلال 10سنوات .
كنت فى 32 سنه والان عمرى 42 ، فى أى عرف او مله او دين يحدث هذا ؟!
توالت الوعود والعهود والاقسام والحال كما هو ﻻ اريد ماﻻ اريدك انت لم يعد عندى رغبه وﻻ قدرة على الاستيعاب لمبرراتك المتكررة و ﻻ افهم مشاكل الكفيل او النظم ولا القوانين افهم فقط انى احتاج زوجي ، فهل ستاتى ؟؟ وهى تتذكر المرة الوحيده التى سافرت فيها اليه و ليتنى لم اسافر .
لقد اعتذر ان يأتي لإستقبالى فى المطار وارسل كفيله وزوجته ليصحبنى
و بعد الترحيب اعطانى الكفيل فواتير التليفونات لاعطيها الى زوجى ولا أعرف لماذا فتحتها لأجد المفاجاه التى دمرتنى لقد كان يتصل بصديقتى يوميا و بالساعات فى الوقت الذى لا يحادثنى الا مرة كل اسبوع صدمت حتى شعرت بالمراره فى حلقى وبدلا من أن أمضى اجازة سعيده معه رجعت بعد اسبوع الى بلدى متخذه قرار عدم السفر اليه ثانيه اذا كان يريدنى فلياتى الي حيث اكون .وقد كان ولم ياتى منذ تسع سنوات !!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق