الجمعة، 10 أبريل 2015

قصة ليله باردة الجزء الرابع للاستاذة سحر عمر


 
 
 
=======الجزء الرابع======
نادتها الممرضه : مدام ندى .. من فضلك .. مدام ندى.. دكتور أحمد عاوزك
- حاضر .. حاﻻ .. اين هو ؟؟
- تعالى معى .
مضيا الى حيث الطبيب ، دخلا الغرفه وكان معه شخص يتحدثان سويا يبدوا من مظهرة انه قريب لاحدى المرضى

طلب منها الدكتور أن تنتظر فى غرفه الانتظار قليلا
ثم نادتها الممرضه فقامت ووجدت معه شخص ثالث ،
قال لها : مدام ندى والدك فى حاله جيده والعمليه ناجحه بكل المقاييس لكن تبقى ارادة الله وعزيمى الانسان ورغبته فى استمرار الحياه هى الأهم ، من الان عليك مهمه صعبه تجاه والدك فهو يحتاح عنايه خاصه واهتمام وانت تستطيعين ذلك سيبقى هنا معنا لمده اسبوعين تحت الملاحظه ،
وسيكون معك د.ياسين هو متابع للوضع من البدايه وسيكون هو الطبيب المختص حتى نطمئن على صحة الباشا الكبير.
نطقت اخيرا وحضرتك ؟ الن تتابع حاله ابى ؟ انه ﻻيرتاح ﻻى طبيب سواك .
قال : للاسف عندى مؤتمر طبى فى المغرب وسوف اسافر غدا وسيتابعنى د.ياسين بالتقارير اليوميه للحاﻻت الموجوده ومنهم والدك لذلك هو سيكون معكى باستمرار .
فقالت ان شاء الله شكرا لكما .
قال ياسين مداعبا : ياريت تستحملينى
فابتسمت ابتسامه باهته وغادرت الى حيث العنايه المركزة حييث يوجد والدها .
باتت ندا ليلتها كالعاده فى منزلها حيث تقضى طيله النهار مع ابيها حينما يسمح الطبيب بذلك اما باقى الوقت فبين غرفه الانتظار او غرفة دكتور يس .
بعد ان باءت محاولتها للاتصال بزوجها بالفشل ، حدثت نفسها وما الداعى للاتصال هو يعلم انى بعد ذلك سأبيت فى المستشفى وان كان ﻻيعلم فعليه هو ان يتصل وليس انا .
الحمدلله لقد تحسنت صحه والدها كثيرا والان يعرفها ويعرف الطبيب المعالج بل ويطلب طعاما وهم ما زالوا يرفضون ولقد وعدها د.يس ان يسمح بالطعام الاسبوع القادم .

استمر هذا الحال و لكن لم يسمح له دكتور يس بالخروج .
اكثر من مرة طلبت اثناء جلوسهما فى كافيه الاطباء لتناول الغذاء او شرب القهوه معا ان يسمح لها بأن تكمل العلاج فى البيت لكنه رفض بشده معلنا ان هذه تعليمات دكتور احمد .
تعلق اباها بالدكتور يس وهى كانت سعيده جدا بذلك وسعيده لاهتمامه بها و بأبيها حتى سألها عن هذا الشخص الذى يحادثها كثيرا و ابدى دهشته حين علم انه زوجها وتأثر كثيرا عندما علم تفاصيل غيابه معلنا لها انها ان كانت تخصه ماكان تركها لحظه منفرده قائلا : زوجك ده اكيد مجنوووووون

====== الجزء االخامس ======= .

افاقت مبكرة كعادتها و لكنها لم تخرج من غرفتها مباشرة لشرب القهوة فى الصالون كما اعتادت لسنوات لكن اتت بها الى غرفه النوم وجلست امام النافذه لتشربها.
يالله لقد كبرت هده الشجرة كثيرا اصبحت تغطى النافذه بأكملها كيف لم تنتبه لذلك من قبل سوف تتطلب احدا ليهذبها قليﻻ...
لم تكن تشعر بالبرد بل انتعشت من الهواء الذى ملآ الغرفه وقامت من فورها الى دوﻻبها ونظرت كثيرا ماذا تلبس ... لقد سئمت من هذه الملابس اعادت النظر ما هذه الموديلات التى ترتديها ! لم يكن هذا يوما ذوقى كيف نسيت نفسى هكذا
امتدت يدها الى بنطلون اسود دائما ما تلبسه وتضع فوقه اى جاكت ، ثم اعادته مكانه وجذبت ثوبا قرمزيا جميلا وارتدته ونظرت الى نفسها نظرة رضا .
نزلت فى هدوء وصلت الى المستشفى مبكرا اتجهت مباشرة الى غرفه ابيها وهى مبتسمه على غير العاده،
وبعض الافكار تلاحقها وهى تزيحها عن راسها عنوة مستغربه لماذا تراودها هذه الهلاوس ، ليس لها اساس من الصحه .
سارت فى ثقه الى اخر الممر الطويل ولم تشعر بالملل كعادتها .
ويالالعجب : ما هذا ؟؟؟ تقريبا فاظات الورد دى جديده اول مرة اشوفها ثم همست فى داخلها محتاجه تنظيف .
وصلت اخيرا لحجرة ابيها
أطالت النظر من خلف الزجاج ووجدته مازال على الاجهزة وعلمت ان امامها اكثر من ساعه لتستطيع ان تجلس معه .. خرجت ومشت مرة اخرى بثقه وهى تسمع دقات حذائها تشق السكون من حولها
حتى انها ابطات من خطواتها قليﻻ حتى ﻻيلتفت احدا اليها وصلت اخيرا الى غرفه د . يس كى تطمئن على حاله ابيها
كانت تعلم انه موجود اليوم حتى التاسعه ثم يغادر فقد كان عليه مناوبه هذه الليله وقال لها فى التليفون ليلا انه سيتنظرها حتى تاتى .. دقت الباب وسمعت صوته بطلب منها الدخول فدخلت
نظر اليها طويلا وابتسامته تملئ وجهه كان وسيما وابتسامته تزيد من وسامته مازال ينظر اليها تلك التظره ﻻتخطئها انثى فابتسمت وفضلت ان تجلس على الاريكه بدﻻ من المكتب ..فجلس بجوارها ولم يبدا حديثه بتوضيح حاله والدها بل قال لها : تسمحيلى اعاكسك النهارده ..ولم تنطق بكلمه..فقط نظرت اليه مستفهمه ..فقال ..من يراك اليوم بهذه الحاله من الجمال المتأرجح من وجنتيك وعيناك ﻻيمكن ان يصمت..من يستطيع ان يتجاهل هذا الجمال ...قالت له بلطف ميرسى على المجامله وقلبها يرتعش ولسان حالها يقول استمر.
قال لها ﻻ احب المجاملات و ﻻ اتقنها لكن اعلم كيف اتعامل مع هذا الجمال ، تعالى ومد يده وجذبها فوقفت وهى وجله فدخل بها الى الشرفه قائلا هلا نظرت الى هذه الورود الجميله لقد اشتريتها بنفسى ﻻنى ﻻ استطيع ان اعيش بدون هذه الخضره قالت له د .يس انها لوحه من الطبيعه.
فقال انت تكملين هده اللوحه ياندا بهذا اللون الدافى الذى ترتدينه ..لم تسعفها الكلمات بحرف لكن انتبهت على صوت الهاتف وكان على زوجها
نظرت طويلا الى االهاتف ولم ترد ..حتى انقطع الاتصال .
هذا على زوجك البس كذلك ؟
ردت قائله : نعم
قال : هل سياتى قريبا ؟
قالت : ﻻ اعلم ..
قال : هل تحتاجين منه شئ ؟ هل تحدثتى معه بشأن النزول ؟ ألم اخبرك ان تعطيه مهله اسبوع لياتى ..
نطقت اخيرا معلنه ان هذا الاسبوع ﻻ يكفى طفل لينتقل من حجرة ﻻخرى فما بالك بمن يعيش طيله 10 سنوات فى دوله اخرى .
ابتسم قائلا اذا راك بهذا الثوب الرائع سياتى اليوم .
ونظر اليها مجددا حتى شعرت انه يحتضنها بعينيه واستسلمت لهذا .
حتى اتت احدى الممرضات فى المستشفى تعطيه بعض التقارير
وعندما رأتها قالت لها بنظره خبيثه : ان اباك مستيقظا وسأل عنك وبحثنا عنك فلم نجدك ظننتك غادرتى ..
ارتبكت ، فقالت الممرضه : مدام ندى ، غالبا سيخرج اباكى اليوم او غدا وقد بشرتك وليا الحلاوة .
فقالت طبعا طبعا ونظرت الى ((يس )) مستفهمه ،
فقال : نعم سيخرج اﻻ اذا بدأتم فى جلسات علاج الادمان من التدخين .
قالت له الممرضه : يقدر يطلع ويجى يوم ويوم للجلسات .
فقال يس لندا : القرار قرارك .
فذابت فى صمتها و ذهبت الى حيث أباها وقبلت رأسه ويديه وجلست بجواره كى تهدأ صربات قلبها قليلا .
دخل يس الى اباها وباشر حالته وخرج ثم ارسل اليها فذهبت مسرعه ..اغتها قائﻻ واضح اننا مش هينفع نتكلم هنا فاومات براسها ..ايجابا ..فقال اليوم عندى حفله صغيره تعودت عليها كل سنه يحضرها بعض الاصدقاء المقربين اتمنى ان تاتى الى منزلى المتواضع فى تمام 8 ..وتركها ومضى الى خارج المستشفى بدون ان يسمع منها رد و كأنه متاكدا من قبولها تركها وعقلها يدور فى الدقيقه 60 لفه بعدد الثانى ولا تعرف اتذهب ام تتصل به وتعتذر .
مكثت مع ابيها حتى الثالثه ، ثم انطلقت الى مطعم البيتزا المجاور لبيتها وطلبت منهم ان يرسلوه الى المنزل بعد ساعه حتى يكون جاهز للاكل وقت وصول الاوﻻد.
وبدات فى بعض التجهيزات واخرجت ثوبا اخر طويلا و اكثر اناقه كان لونه احمر صريح جدااا وفى هذه الاثناء هاتفها علي وايضا لم ترد عليه.
هى ﻻتريد الدخول فى مهاترات حاليا ﻻتريد تعكير صفوا مزاجها .
نزلت فى الموعد بعد ان تحدث معها يس اكثر من 4 مرات مابين ضحكات ومﻻطفات حتى انه عرض عليها ان ياتى لياخذها بسيارته لكنها رفضت ..وصلت اخيرا الى العنوان .
انه مبنى انيق جدا وكذلك شقته اكثر اناقه وكل شئ يتميز بذوق عالى من الرخام الى الحوائط الى الاثاث اخذها واجلسها على اريكه مريحه جدا وجلس بجوارها هو الاخر فى كامل اناقته...ولم يقل اى شئ عن ثوبها لكنه لم يرفع عينه عنها .
- بتحبى تسمعى ايه؟؟
- منذ فترة ﻻ اختار اسمع مايصل الى اذنى .
- اذن اختار انا ، و وضع اغنيه قديمه من اغانى shall we dance وبدا فى التحرك منفردا وهو يقترب منها ومد يده اليها

استسلمت معه وبدأت تلف معه وهى منتشيه جدا حتى شعرت به يقترب اكثر واكثر فأبتعدت فورا وذهبت الى حيث كانت تجلس .
فاستغرب جدا ، ماذا حدث ؟ أسف ضايقتك .. الحقيقه محدش يقدر يقاوم الجمال ده ..
فسألته : متى سيأتى اصدقاءك ؟
فقال : ﻻ ادرى .
قالت : كيف ﻻ تدرى .
- عادى مش متعود اتدخل فى خصوصياتهم هم عارفين انه اليوم عيد ميلادى ودائما يأتون بغير اتصال منى
- ما هذا ؟ نفترض انهم لن ياتو ا ماذا سنفعل ؟؟؟
- عادى يبقى فى حاجه اهم منى مش هازعل منهم .
- يا سلام ، لكن انا هازعل منك.
- ليه تزعلى ! بالعكس هنكون براحتنا ونقضى احلى ليله.
- نظرت مذهوله : ازاى يعنى ؟
تركها وذهب بعيدا ليغير الموسيقى ووضع اغنيه لعبد الوهاب قديمه مطلعها (( مادام تحب تنكر ليه ))
وبدأ يغنى و يضحك وهو يجذبها بين يديه فنهرته ومشت بعيدا
فقال باستغراب : ياسلام علىنا يا مصريبن او العرب عموما ننكر الحب واحنا دايبين ونرفض نعيش السعاده واحنا بنحلم بيها ، متحبكهاش ياندا وتضيعى احلى فرصه ارجوكى انا محتاجك وعارف انك محتاجانى اكتر منى .
فصرخت وكأنها تزيل الغشاوة من امامها : اوﻻ : ﻻﻻﻻ انت فهمت غلط ..انا مش كده.
- اومال انت ايه ؟ بتحبى ؟ طيب انا كمان بحب وهاعرفك يعنى ايه حب دلوقتى .
- اخرس ..
- ﻻ متغلطيش انت جايه بمزاجك ، وبدل ماتصرخى وتلمي علينا الناس افتحى الباب وامشى
- وقح ..
- ﻻ صريح وعارف انا عاوز ايه انتي اللى خايفه
- ﻻ مش خايفه وﻻ انت وﻻ 10 شكلك ممكن يخوفونى وانا فعلا غلطت انى صدقت انك محترم.
- ﻻ انا فعلا محترم بس فى الاخر ليا طلبات حضرتك فاكرانى طالب فى ثانوى هاتمشى انا وانت على الكورنيش ! غريبه جدا .. وانا صبرت عليكى اسبوعين واكتر وماتقوليش انك مش عارفه .. حضرتك مبصتيش فى المرايا الصبح وشفتى شكلك ايه فى الفستان الى كنتى ﻻبساه ليه ..
- اسكت يا سافل
- ﻻ مش سافل انا بس عريتك قدام نفسك روحى شوفى نفسك ﻻبسه ايه وريحتك تجنن اى حد
كل ده كان ليه ؟ عشان اصدقاء ؟ اسمحيلى دى لو بنت فى اعدادى كانت فهمت مش فى عمرك..
- يا واطى ياوقح ياحقير
- تؤتؤتؤ ، بﻻش كده تقدرى تمشى الباب مفتوح مباخدش حاجه غصب عن حد .. وعلى فكرة مش عاوز اشوفك مرة تاتيه فى المستشفى والوالد كتبتله خروج قبل ماطلع من المستشفى انتي اخدتي وقت كتير اوووى ..
جرت الى الباب ونزلت مسرعه وهى تبكى حتى وصلت الى بيتها ومازال على يدق الهاتف وهى تغلقه...
صعدت الدرج مسرعه و خلعت ملابسها والقت بها ارضا وكذلك اخرجت الثوب القرمزى الاخر ... والقته ارضا ..ودخلت لتاخذ حماما ساخنا ..
وخرجت على صوت جرس الباب يدق طويلا ... ففتحت لتجد زوجه البواب ..
- مدام ندى استاذ على اتصل على زوجى وقلقان جدا هو فى شئ .
- قالت : ﻻ سأتصل به فورا الهاتف كان عطﻻن .. ورحت صلحته...
تعالى خدى الهدوم دى مش عاوزة اشوفها تانى
- بس دى غاليه اوى
- ياﻻ شلييها مش خسارة فيكى ، رن الهاتف كان زوجها ...ردت مسرعه : على محتاجالك ارجوك سامحنى انت اطهر انسان شفته فى حياتى.. على انا لسه بحبك ... انت لسه تبحبنى ...على محتاجه لك.... سامحنى...... على ........
تمت ...... سحر عمرو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق