الاثنين، 13 أبريل 2015

مقال للاديب وصفى المشهراوى

كان سؤال رفيقي لي فيه من الرقة ما جعلني أفرح له ! حيث أنه يخص ما نحن فيه من حب للأدب الجميل والذي ندعو له ونسعى اليه ! حين قال : كيف نعرف بعض الجمال في لغتنا الجميلة ؟! وهل يكفي أن نقول جميلة ولا نلمس شيئاً من هكذا جمال ؟ قلت له من حقك أن تعرف لكنني أنا ايضاً مثلك أتمنى أن أعرف المزيد ! وأقول دوماً هل من مزيد ؟ لا أريد أن أطيل عليك ! أريد هنا أن أذكر كلمات بسيطة تُكتب على رسمٍ وشكل واحد ولها أكثر من معنى ولو قرأتها دون تشكيل لم تعرف لها معنىً الا من خلال القراءة فقط ! وهنا يكمن بعض الجمال لا كله ! قال: هات ! قلت : لو قرأت أنت كلمة (بر ) هكذا لا تدري بالضبط ما معناها ! لكنك لو قلت خرجت من البر الى البحر ! عرفت انها الارض التي لا ماء فيها ! واذا قلت خلطت البر مع الشعير عرفت من خلالها انه البُرّ بمعني القمح ! ولو قلت ان الله تعالى يوصينا بالبر ! عرفت ان معناها الخير ! انظر يا رفيقي وشاهد يا صديقي ان كلمة بر لها ثلاث معانٍ اذا قلنا بَرّ فمعناها الارض المنبسطة التى لا يوجد فيها ماء ! هذه واحدة أما الثانية اذا قلت بُرّ عرفت انها حبة القمح وهذه ثانية أما الثالثة اذا قلت بِرّ عرفت انها الخير ! ائتني بلغة في الكون فيها مفردة واحدة لها اكثر من معنى ! قال هل تفيدني بمثلها شعرت بلَذّةٍ غريبة في المعاني والألفاظ ؟! قلت له خذها وأنا الأديب كما يقولون وأنا أشكّ فيما يقولون أو على أقل تقدير أشعر أنها كبيرة عليّ ! قال إلّا هذه تراني الان أغضب وأترك الجمال وأهله وأدَعِ القمر وهلاله قلت : حين تقرأ أنت لفظة( سنة ) سيتبادر الى ذهنك فورا انها الشهور ! واذا قرأت آية الكرسي لا تأخذه سنة ولا نوم عرفت انها الغفوة من النعاس ! واذا قرأت عن الكتاب والسنة عرفت انها ما شرّع الرسول صلى الله عليه وسلم ! أو بمعنى السيرة والطريقة ! ولا اريد ان اطيل عليك فلها اكثر من معنى غير الذي ذكرته آنفا ! قال بارك الله فيك قلت وفيك ! قال هل من بيت شعر أدغدغ به خاطري مع خواطري من خواطرك ؟ قلت له : إن السماء اذا لم تبكِ مقلتُها لم تضحك الأرضُ عن شيئ من الزهر !!! قال الله الله !! لا فُضّ فوك ! قلت له لا فضّ الله فاك !!! بقلم الأديب وصــــــــــــــــفي المشـــــــــــــــهراوي !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق