السبت، 31 مايو 2014

قصة قصيرة الجزء الاول للشاعر حافظ نجيب



# الجزء الأول _
من الفصل الأول .....
♡♡♡♡♡♡♡
الفصل الأول " بطل أسـطـوري "

.. كم من الوقت يكفي لكي تنسى من أحببت؟! أعتقد أن الأيام مهما طالت لا تستطيع أن تنسيك من أحببت .. ربما لأنني قضيت عقداً كامل من عمري في محاولات يائسة لكي أنساها ، وللأسف الشديد عجزتُ كل العجز عن تحقيق ذلك ، أعرف جيداً أنكم لن تصدقوا ما أقوله ، ولكن عليكم أن تعرفوا ، أن رجلاً في مثل سني هـذه بلـغ مـن عمـره عقده الرابع لـن يعـود عـليه أي نفع من وراء الكذب ، فنحن نكذبُ لواحد من أمرين ، إمـا لكي نظهر بمظهر ملائكي أمام الآخر، وإما لكي نهـرب من حقيقة ما فعـلناه ، وأنا علي أية حال لا يهمني أن أظهـر أمامكم في صورة الملاك الطاهر ، وكذلك لا أجد داعياً يجعلني أخبركم بخلاف الحقيقة ..

إن كل مـا في الأمر ، أنه سؤال راود ذهـني الآن وأنا أخطو بقـدمي بعـد غياب طويل ، وإنقطاع تام عن الحياة الطبيعية خارج مستشفى الأمراض العصبية وعلاج حالات الاختلال العقلي .. نعم مستشفى " الأمراض العصبية " ...
.. أكررها عـليكم ثانية لكي أؤكد لكم أنني وحتى لحظات قليلة كنتُ مريض ، أو ما تعارفت به سجلات المستشفى " مختل عقلياً " ومختل عقلياً هو الوصف الذي أقفلت به جميع ملفاتي العملية و الحياتية على حد سواء ليحولني بين ليلة وضحاها من عالم فذ إلي مجرد إنسان مريض ..
.. من لحظات قليلة ، كنتُ أجلس أمام مدير المستشفى الذي وضع أمامه ملفي كحالة مرضية قضت في مرضها العصبي قرابة عشرة سنوات من عمرها ، ولازلتُ أتذكر نظرته القلقة المضطربة وهو يخط بقلمه في ملفي بما يفيد أنني قد أصبحتُ ماثلاً للشفاء ولممارسة حياتي الطبيعية بدون أن أهدد في ذلك أمناً أو مواطناً .. بعدها أغلق ملفي وألقى به فوق سطح مكتبه ... قائلاً لي :
ــ الآن تستطيع أن تغادر هذا المكان إلى الأبد .. ..
..ونهضتُ أغادر مكتبه ، وقد وقعت عيني أخر ما وقعت على ملفي النائم في إستسلام فوق سطح مكتبه ، وقد اصفرت أوراقه أثر الـزمن الطويل الذي مـر عليها وهـي حبيسة أدراج أرشيف المستشفى ... وقرأت ما كتب عليه ...
( حالة خاصة جـداً )
د. سـليـم مخـتار " مخـتل عقـليا " .
# تابعوني ..
حافظ نجيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق