الأربعاء، 28 مايو 2014

فى الصباح **بقلم حافظ نجيب**



في الصباح ..
.. نهض كعادتهم كل يوم ..
أشعل هو سيجارته ..
وأخذت هي تعبث بهاتفها بوجه ملامحه جامدة ..
قالت له في رتابة : 
_ صباح الخير حبيبي ..
أجابها في رتابة أكثر :
_ صباح الخير حبيبتي ..
ألقت هاتفها من يدها في لامبالاة ، قائلة :
_ سأحضر طعام الفطار ..؟
نفث دخان سيجارته وبوجه عابس رد عليها : 
_ وأنا سوف أأخذ حماما دافئاً ..
***
في المساء ..
كانت تجلس فوق الأريكة تعبث بالريموت كنترول تقلب في قنواتها الفضائية اللانهائية ، وصل إلي مسامعها صوت خطواته وهو يدخل من باب الشقة ويدلف الي غرفة النوم دون أن ينبث بكلمة ..
تدخل إلي المطبخ تحضر طعام العشاء ، بينما يأخذ هو حمامه الدافيء ..
***
بعد اسابيع ..
قالت له :
_ مر زمان علينا ولم نلتقي ..
اجابها : 
_ الهموم كثيرة وضغوط العمل لاتنتهي حبيتي ...
صمت ، وصمتت ..
وأطفأت بدورها ضوء المصباح الخافت ، وشدت غطاءها علي جسدها ..
واعطي كلا منهما لصاحبه ظهره .. وناما !!!
***
بعد شهور ..
قال لها : 
_ أريدك ..
قالت له وهي تمسك بطنها متوجعة : 
_ الحمل أتعبني جدا ..
أطفأ بدوره ضوء المصباح الخافت ، وشد غطاءه عليه .. ونام ، بينما هي في أوجاعها غائبة
*** 
بعد سنة كاملة ..
.. انشغلت هي بطفلها الرضيع ، وانشغل هو بوظيفته المرموقة ، وكان أن سافر في رحلة عمل طويلة ، ولم يخبرها بموعد عودته ..
.. أحست في غربته نارا ً فوق نارها ..ولهفة لاحد لها .. وشوق واحتياج لا رحمة فيهم !!

ولم تجد وسيلة غير الفيس بوك الذي شدها كثيرا ، وأضاع عليها أوقات فراغها ..
.. ثم بدأت علي صفحات الفيس بوك تكتب ما تشعر به ، فيشعر بها الآخرون ويشاركونها احساسها ..
أحست بمتعة كبيرة في هذا .. متعة عوضتها كثيرا عن حرمانها الخانق ..
.. ومرت ليال ، وهي لاتزال تصب كل تركيزها علي صفحات الفيس بوك ، حتي ظهر لها واحد من بين عددين كانوا يشاركونها مشاعرها المتألمة ..
واحد فقط ..
كانت كلماته غاية في الروعة ، كانت حروفه معبرة ، كانت مشاعره نبيلة بشكل لا يوصف ..
كان يبدو من حديثه انه في حاجة لإمرأة تفهمه وتحتويه ..
اقتربت منه ، واقترب منها ..
تعانقا مع الوقت ..
تمازجا..
التحما في روح واحدة ..
تناست همومها ، وتناسي همومه ..
رأت فيه مالم تراه في احد حوله ..
ورأي فيها المرأة التي يبحث عنها ..!!
.. طلب مقابتها ..
اشتاقت هي لذلك ..
ترددت ..
حاولت .. فترددت أكثر ..!!
اتخذت قرارا ً ..
انها ..
انها ستقابله ..!!
****
في كافيتريا تطل بواجهتها علي شاطيء البحر ..
أتت من بعيد ولاح له شخصها أتيا ، إمرأة في غاية الحسن والروعة .. كان الظلام لايزوال يتلاشي عن ملامحها كلما اقتربت منه ومن طاولته التي يجلس عليها ..

مدت يدها تصافحه ..
صوب عينه في عيناها .. دقق النظر في ملامحها وهيئتها ..
انها ..
انها زوجته ...!!
ألقي بنفسه فوق المقعد ، ولم يتحرك له ساكنا ً..
بينما سقطت هي إلي جواره مغشي عليها .....!!

تمت بحمدالله وفضله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق