الخميس، 29 مايو 2014

قصيدة وطن فى مهب الريح للشاعر نصر الدين الزارعى


نصرالدين الزارعي2014/05/29
وطن في مهب الريح
ماذا أقول عنك والقلب دام والجسم عليل
كنت تنام ملء الجفون حتى الصباح
على الرُغم من جشع السباع
وينام الفقير يتلوى في أمن رغم العراء
ويوغل الحكام في النهب والتنائي
ومن أنسجة المُعدمين يُنسج لهم الكساء
ما كان في الحسبان ما حل بك اليوم
دارت رحاها في كل شبر ومكان
وتصاعد اللهب يُسابق أعمدة الدخان
ومزق صمت الليالي أزيز الرصاص
فر من فر وقتل من مات بدون رحمة
فهاج وما ج شعب كان مكبل بالأصفاد
لكنه كان يغدو ويروح في أمن وآمان
وتدور عجلة الزمان مسرعة
وتُنصب الحكومات في الإبان
وتُسن نواميس لم نكُ نعلمها
ديموقراطية سيف مسلط على القطعان
وفي كل يوم تجتث شاة من القطيع
شهم برصاص غادر متسلل جبان
وتعلو الهتافات مُعلنة ساعة العصيان
وسرعان ما تُدون القضية ضد مجهول
في السجلات على مسمع ومرئى العيان
ظاهره لكن الحقيقة يلفها الكتمان
وتستمر المسيرة بحكم جائر في كل الأحيان
فتسقط حكومة تليها أخرى والكل سيان
وتُسن نواميس لم تكُ في الحسبان
تُنزل الراية الشماء وتُعلق عوضا عنها أخرى
سوداء ما نزل الله بها من سلطان
وتُستنزف ثروات الشعوب ويكثر التداين
وكأني من يسوس عميل مُحنك في بيع الأوطان
ويزرع على بساط الوطن ثقافة
ثقافة الإرهاب والجور والطغيان
فيغدو مسبي تُطوقه خفافيش
الظلام من إنتهجوا ثقافة القتل
ثقافة لم تردفي الإنجيل ولا القرآن
وتصير قمم الجبال التي كنا نعتليها
مسرح للجريمة في بعض الأحيان
وبراء تُسفك دماؤهم على سفوح الجبال
والسهول والشوارع وداخل البنيان
ولا تزال تمتد يد الغدر في كل حين
لخيرة الشباب من الفتيان
لكن جموح الشعوب الغاضبة لا تقهر
متى نزل الجميع إلى ساحة الميدان
وكل فلذة كبد يتمُ إجتثاثها
فالأرحام لازالت معطاء تغدقُ بسخاء
ولأجل الوطن تهون أرواح الحسان

نصرالدين الزارعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق