الأربعاء، 20 أغسطس 2014

رجل على حافة الهاوية للشاعر سيد الدابى


********** رجـل علـى حافـة الهـاويـة ********** بقلمى
وكأنى عائد من عملى مترجلا ومستمتعا بلحظة غــروب الشمـس الممتعة
والجو البديع ونسمات الربيع الخلابة ، وعلى جانبى الطريق تصطف الأشجــار مـع
حفيف خفيف بين أوراق الشجر ، لكن .......... الطريق غير طريقى المعتادة التى
أسلكها كل يوم لبيتى .
وهناك فى أخر الطريق تجلس أمراة يظهـر عليه الجمـال والأغــراء والفتنة ، ترتدى
فستان وردى خفيف يكشف معظم معالم جسدها الجذاب وترفع يدها وتشير لى
وكأنها تنتظرى بلهفة وشوق ، وأنا لا أطمــع فى أكثر من ذلك ........ أنثى جميلة
تذيب ما حولى من جمود الحياة وصلابتها وقسوتها ، شل تفكيـرى وأستسلمـت
لقد ثار الحيوان الكامن فى نفسى ....
فجأة تبدل الكــون من حولى وكأنه وقت الظهيرة والجو صيـف قاتل ونار الشمـش
محرقة يصعب تحملها ولو لحظات والأشجار التى علـى جانبـى الطريـق سقطت
أوراقها وجفت أغصانها وكأنها أحترقت ، والمنازل يغمرها السواد وتحيطها الأشباح
والمرأة تحولت لوحش ، وجههـا صار قبيح ومخيـف بعينين بارزتين ، وأنف ضخمة
ومخالب مدببة وشعر كثيف متشابك ، ترتدى عبائة سوداء ممزقة تكشف أسفلها جسد مسخ ومشوه .....!!!!
أما أنا وكأنى عارى ما عدا قدماى يستعمرهما حذاء قديم متهالك بدون نعل ربما
أكله هذا الطريق من قبل ، وفجأة بدأت الشمس تقترب من رأسى وأنا أصرخ
آآآآآآآه آآآآآآآه جلد وجهى وجسدى ينسلخ وملامحى تتساقط منى على الارض
وتضيع منى ، وقدماى تحترقا من شدة نار الأسفلت الذى تحول إلى سائل حارق
ولزج وكأن تشتعل أسفله النيـران من زمن بعيد ، ومازلت أصرخ والألام تـزداد كلما
أقتربت لنهاية الطريق والمرأة القبيحة التى تنتظرنى ..
وقبيل أقترابى من النهاية أستيقظت مسرعا من نومى وأنا لا أتمالك أعصابى من
شدة البكاء والفزع والخوف من هول المشهد العظيم ورنة موبايلى الصاخبة
وصوت أولادى العالى ، وأستعذت من الشيطان الرجيم وأمسكت موبايلى وأنا فى حالة أرتباك كى أرد على المتصل ....
أنا \ الو ... الوو مين معاى
المتصلة \ أنا ....يا حبيبى .. أوع تنسى ميعادنا النهارده فى .. أنا منتظراك على
نار .. أوع تتأخر . وفجأة أرى المشهد أمامى فأغلقت الموبايل بسرعة وأستغفرت
ربى وقمت مهرولا للوضـوء والصلاة أطلب من الله العفـو والمغفـرة والرحمـة وثبات
التوبة .... ثم أخرجت شريحة موبايلـى وبدلتها بشريحة جديـدة خوفا من تكرار الكابوس وذهبت إلى عملى فى هدوء أحاول الملم ما تبقى من عمـرى قبل
فـوات الأوان والسقوط فى الهاوية .....
***************************
قصة قصيرة بقلم \\ سيــــد الدابــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق