الاثنين، 16 يونيو 2014

قصيدة ايها الباكى للشاعر سمير الزيات


أيها الباكي
ملحق بالقصيدة دراسة تحليلية
بقلم الأستاذة الأديبة والناقدة : حليمة حلومة
ــــــــــــــ
أيُّها الباكي عذابا وانتحابا
تستشفُّ السَّعدَ من حُبًّ تغابى
ترتضي ظلمَ الحياةِ وكم توالت
حادثاتٍ تأخُذُ النَّفسَ اغتصابا
أيُّها الباكي على عمرٍ تولَّى
ترقُبُ الأيامً والعُمرَ ارتقابا
فانتبِهْ مما تراهُ فلا بكاءٌ
لو بكيتَ العمرَ يُبقيكَ الشبابا
وانتَبِهْ من غفوةِ الأيام واعلمْ
ربَّ غفلانٍ غفا يوماً فثابا
***
كم تسامَتْ في ذُرى الأفلاكِ روحي
لم أُعِرْ للهمِّ وزناً أو حسابا
كم تعالتْ في هوى الأشجانِ نفسي
لم أهُنْ في الناسِ خوفاً وارتيابا
كلَّما أُوتيتُ رزءاً ، رمتُ آفاقَ
الرزايا ، والرُّؤى منِّي كِذابا
ما عسى الأحلامُ للنَّاسِ تُغنِّي
وأراني أندُبُ الحظَّ اكتئابا
فإذا أصبحتُ تحملني همومي
وإذا أمسيتُ غنَّيتُ العذابا
***
يا سماء الحبِّ رفقا ، ظلِّلي بالـ
ـحـبِّ قلبي ، وافتحي للحبِّ بابا
يا سماء الحبِّ جودي من عطاءٍ
ما يُروِّي حيرةَ القلبِ احتسابا
أين أيَّامُ الصِّبا والحبِّ منِّي ؟
أين أحلامي ؟ ، لقد صارت سرابا
أين آمالي وكفُّ العمرِ يعلو
فوقَ أَصْواتِ المنى قاباً وقاباً ؟
أينَ عمري ؟ ، فرَّ مِنِّي مثلما فرَّتْ
ورودُ الحبِّ منْ قلبٍ تَصَابى
***
يا فؤادي ! ، إنَّمَا الأيَّامُ تمْضي
مثل حلمٍ قدْ رأيناهُ وذابا
إنَّما الدُّنيا تُباريك الأماني
تستقي منك المُنى كَأْساً عِذَابا
إن تُقاسمْكَ المنى كأساً بكأْسٍ
هل تُراها تحتوي عَنْكَ العذابا ؟
فاغتَنِمْ في صفوها برداً وشهداً
وارْتَشِفْ في جورها مُراً وصابا
واتَّخِذْ من رغدها فرشاً ومهداً
واغْتَصِبْ في شُحِّهَا الحظَّ اغتصابا
***
في غدٍ تَصحو على نورِ رقيقٍ
في غدٍ يبدو ويرتادُ الضبابا
يُبْهرُ العينينِ إذ ترنو بريقاً
يقهرُ الظَّلْماءَ قهراً والسحابا
فاغتَرِبْ في تيهِ دُنْياكَ حبيبي
واحتملْ منها -إذا شئتَ- اغترابا
يا فؤادي ! ، قد تبَصَّرْتُ طريقي
ورأيتُ الحقَّ والظُّلمَ كِتابا
فتعالَ أبصِرِ النُّورَ رفيقي
واتَّبِعْني علَّنا نَرْنُو الصَّوَابا
***
أيُّهَا الباكي ! ، كفانا ما نُعاني
فتعالَ ننشر الخير احتسابا
ما عسانا إذ تَمَنَّيْنا الأَمَانِي
هل تُرانا نأخُذُ الحظَّ اغتصابا ؟
ما ترى إن ضاق رزقٌ أو توارى ؟
هل تَعُبُّ الرِّزْقَ علماً واكتسابا ؟
لا تَخَفْ مِنْ ضيقِ دُنْياكَ الَّتي قدْ
جِئْتَها كرهاً وغصباً وانتِسابا
ما لغيبِ اللهِ مِنْ مُبْدٍ ، ولا مِنْ
كاشِفٍ مِنْ علْمِهِ مهما أصابا
***
الشاعر سمير الزيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق