الثلاثاء، 24 يونيو 2014

كلمة للشاعر عبد الرشيد راشد


( أزواج ولكن !! )
للأديب الشاعر / عبد الرشيد راشد

قد يجمعنا بيت واحد .. لكن ذلك لا يعني أننا عاشقيْن !! أو حبيبْين !! أو صديقيْن !! أو حتى قريبيْن !! فالمسافات قد تُقرب الأبدان !! لكنها لا تقرب الأذهان !! قد تُزيل الحواجز والسدود !! لكنها لا تمحو العذاب أو الشرود !! قد تُحل بعض الملذات !! لكنها لا تمحو الجراحات !! فكم من زوجين يعيشان تحت سقفٍ واحد والمسافة بينهما كما بين السماء والأرض !! وكم من عاشقيْن تفصلهما آلاف الكيلومترات لكن كلاهما يتلامسان بنبض الروح والقلب !! فهل لك أن تتخيل حياة زوجين بلا حب ؟! دون دفء؟! بلا نظرة حانية ؟! ، أو قبلة دافئة ؟! ، بلا ضمة متبادلة ؟! وقبل هذا وذاك خلافات ومشاجرات وشتائم دائمة !! هل لك أن تتخيل إلى أي مدى تكون غربة وبُعد كلاهما عن الآخر ؟! هل لك أن تتصور ماذا لو كان عندهما أولادا !! كيف يحيْون في هذا المناخ دونما أمراض ؟!! هذا للأسف حال الكثيرين من المتزوجين !! بيوتهم مظلمة !! عيونهم باكية !! قلوبهم ميتة !! وصدورهم ضيقة !! لكنهم يفضلون العيْش بهذه الصورة المزيفة !! حفاظا على الأولاد كما يعتقدون من السقوط في الهاوية !! وإن كنت أرى أن الحياة بهذا الشكل لهم جميعا مدمرة !! لكنها العادات والتقاليد البالية !! والخوف من المسميات الظالمة !! وأن يُطلق على أحدهما لفظ مطلق أو مطلقة !! وما كان ذلك ليحدث لولا تركنا للدين جملة واحدة !! فكم من أزواج لا يشعرون بمعنى الحياة ! وكم من زوجات تقتلهن صلابة الشفاه ! لكنهم يصرون على البقاء !! ليس من أجل الوفاء ! ولا لحلاوة اللقاء! وإنما لأن كلاهما قد صارا أشلاء ! بلا قلب ! بلا روح ! بلا دواء !! جُثثا تحيا في عالم الأحياء ! تعانق الحزن بألفة صماء ، ترسم عبر خيالها كلمات الغزل ! وتهيم في الزهر والورد والشجر ، لكنها مجروحة ! وفي سجنها محبوسة ! وعبر شريانها ألف صرخة مكبوتة ! غير أنها لا تشكو ولأقدارها مَحنية مخروصة !! فهل بعد ذلك ألم ؟! أليست هذه حياة العدم ؟! ولماذا الاستسلام لهذا الجحيم ؟! وما هي إلا خيالات شيطان رجيم !! فما بعد موت المشاعر حياة ! وما في درب الهوى إن غابت شمسه نجاة !! فلماذا العيش في تلك الجراحات ؟! ! وقد استحالت العشرة بكل اللغات ! أهذا ديننا ؟! أتلك شريعة نبينا ؟! لا والله .. فما في الأديان من ظلم للكائنات !! ولا في قوانينها إرهاق للأرواح والإحساسات !! فالزواج دفء وسكنْ ! تعانق وسمرْ ! مودة وثمرْ ! فلو غاب كل ذلك وصار الشعار ( ملل وضجرْ ! صخب وشررْ! صمت وسفرْ! غضب وحجرْ ! وأصبحت الأيام " دموعا تنهمرْ ! وقلوبا تنفطرْ ! وأرواحا تنكسرْ ! فكيف لنا ان نحيا ؟! تساؤل مشروع حين " تبكي الضلوع ! وتحرقنا الدموع ! وتنطفئ الشموع ! وتغيب أفراحنا ! وتشتعل جراحنا ! وتختفي أحلامنا ! وتصبح الحياة هي نفسها ( قبرنا )
عبد الرشيد راشد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق