الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

ربي يا خايبة للغايبة الكاتب علي الشافعي

ربي يا خايبة للغايبة الكاتب علي الشافعي
مثل شعبي من فلسطين ( ربّي يا خايبة للغايبة ) . والخايبة ـــ يا سادة يا كرام ـــ هي ( الخائبة) بالفصحى, وهي مؤنث كلمة( خائب ) أي الذي يرجع من الامر مثلما ذهب , فنقول رجع فلان خائبا , او بخفي حنين والمقصود بها هنا الام ( الحماة ) , والغايبة يقصد بها زوجة الابن (الكنة ). ومعنى المثل ان الام تربّي ابنها , وتتعب وتسهر عليه الليالي , حتى اذا ما اشتد عوده جاءت من تأخذه دون عناء .
تعالوا نبدا القصة من اولها : تقوم الام على تربية ابنها ورعايتة وحمايته من كل شر . تسهر الليالي الحالكات تطعم وتسقي وتنظف وتمرّض . حتى اذا ما اصبح شابا قويا يعتمد على نفسه ’ انطلقت وهي تغني: (اكربي لحزام ....يام العريس .....اكربي لحزام)

تبحث له عن بنت الحلال المناسبة , وتجهد نفسها في انتقائها ؛ جميلة وربة بيت ماهرة . تشرف بنفسها على تجهيز بيت العروس ليكون على افضل حال حسب رايها وذوقها , ولاتكاد الدنيا تسعها من الفرح . تدخل العروس الجديدة فتقلب كيان البيت راسا على عقب بحجة ان من حقها ان ترتب بيتها حسب ذوقها وتبدا عادة بالستائر( ياي.. زوء ...بلدي خالص , انا بدي ابدلهم واشتري على زوئي . وضع الكنب هيك مش حلو , بدي اغيره ). واذا احبت الام ان تمارس بعض الطقوس الحمواتية وخاصة النصائح المتعلقة بالطبخ وتربية الاطفال تقول الكنة : ارجوكي خالتو انا بحب اعد مائدتي على زوئي , واربي اولادي على طريقتي , وما بحب حدا يتدخل في شؤون بيتي واسرتي . يجتمع افراد الاسرة في السهرة .عادة تصمت زوجة الابن , اويكون جوابها على قدر السؤال اذا ما طرحت الام بعض الاسئلة غير المرغوب بها , ثم تنشغل بجهازها الخلوي , ويجامل الابن والديه ببعض المجاملات في جلسة مملة يتمنى ان تنتهي يسرعة , يتبادل الابن وزوجته النظرات ثم تنسحب الزوجة , ويستاذن الابن خلفها مسرعا محرَجا ومبررا تبريرا قد لا يكون مقنعا بالنسبة للام . عندها تقول والله صدق المثل اللي قال : (ربي يا خايبة للغايبة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق