الخميس، 16 أكتوبر 2014

قصيدة الغيبة للشاعر حسن بومواس





الغيبة
الكل يتكلم في الكل
ما لنا عليها من شغل
بها نغذي القلب ونريح البال
بها نبسط وننشط "العيال"

وبها نتلهى وبها نتسل
ونضحك بها النساء والرجال
والأطفال
ونضيف بها العم والخال
هي فاكهة المجالس
يطيبها ويحليها الوسواس
ونتلذذ بها في الحفلات والأعراس
ما لنا عليها من بد
سواء اليوم أو الغد
ما لنا عليها مناص
مشاة أو راكبين في "الباص"
نعمر بها الشاي
ونضرب بها الدف والناي
الكل يتكلم في الكل
جرى بذلك العمل
ذكري أخي بما يكره
هو ذاك يعلمه
يوما عندي ويوما عنده
هو يعرف و أنا اعرف
لا أحدا عاد من الآخر يزعف
صرنا الاثنين بنا نعتاد ونألف
وما أصبحنا في هذا الأمر نتخالف
أصبحت الغيبة عندنا سنة الحياة
نتبادل بها الطاعات والحسنات
غدا ستكون علينا حسرات
لما لا نرى في صحيفتنا الطاعات
ونرى فيها السيئات بدل الحسنات
سيئات غيرنا لم نعملها في الأيام الخاليات
فمن نعتك بالكلام الجارح
والقبيح
كمن أهدى اليك عمله الصالح
لذا فمن أراد أن يتكلم فليتكلم في والديه
فهما أحق أن يأخذا حسناته من غيره
" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"
فلقد أكلت أخي وأكلني
وأكلنا نحن الاثنين
بلا رحمة ولا عطف وبلا حنان ولا حنين
ومنذ زمان وأعوام وسنين
ولا زلنا نأكل في بعضنا البعض
الا ان يرث الله السماوات والأرضين
ولقد أكلنا شعوبا وقبائل
يشراهة وبلا وعي ولا عقل
والفتنة أشد من القتل
الكل يتكلم في الكل
لا نمل ولا نكل
حتى أصبنا بالخرف والهبل
لا عدنا نأبه لما في الغيبة من أمراض وعلل
وهل لهاته القضية من حل
فالأمر يبدو لي من المستحيل
وهنا يكمن المشكل
وما مثلها يعادل
ثلاثون زنية
أيسرها أن يأتي المرء أمه في الكعبة
فاحدروا وانتبهوا من غيبة الناس في الحضر والغياب
فانها تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب
والغيبة من آفات اللسان
طرفه بيد الشيطان
لم يسلم من انسان
الا من رحمه الرحمان
وان كان في المرء ما تقوله فيه حق
فقد اغتبته
وان كان في المرء ما تقوله فيه باطل
فقد بهتته وظلمته
والظلم ظلمات يوم القيامة
وقد حرمه الله على نفسه
وجعله بين الناس محرما..بقلم حسن بوموس بتاريخ :
14/10/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق