الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

الفرار المميت للشاعر سالم هاشم


الفرار المميت
..........................
سئم حياته بوجودها.
أراد الفرار من الدنيا..خاف تطليقها
فبحث عن مخرج ليجد الموت هوا السبيل الوحيد.. لم يتردد ..دق بابه فخرج له شبح قبيح..
خافه
وبلا تفكير استدار على كعبه مرتعدا ليهرب من شكله المريب..
عاد إلى بيته حيث الشبح الآخر ..
إنها زوجته..
إنها القدر المحتوم وحظه المشؤوم..كانت ذو شوكة قوية لسلطان أبيها ومركزه المادى
مما بعث في نفسها الكبر والغرور فكانت تمارس عليه جبروتها وكان دائما يردخ لخوفه وضعف شخصيته أمامها..
كان
لا يقوى على مواجهاتها مما دفعها للا ستقواء والطغيان..
كعادته
يتجنبها فيدخل الى غرفته ليغلق على نفسه كغريب بين غرباء...
وكعادتها
تصيح عليه مكيلة له من الشتم والسباب ما يغضب أمة بأثرها..
وعليه طأطأة الرأس وطاعة الأمر ليأكل ما طهت من زقوم ويحلى بحنظل وبعدها
عليه الإستعداد لملاقات جسدها العفن ورائحتها الكريهة مرغما....
وكلما انتهى رجع فى استياء وغضب ليبحث عن نهر جار ربما يغسلة مما علق به وبنفسه فيستريح ..
كان
دائما يسمع أن النوم سلطان فتمناه ملكا ليكون له عبدا فيطيعة لينام.....
فى آخر الليل
راودته فكرة الإنتحار ثانيا لكنه خافها ..فكّر فى حيّل كثيرةومنها توصل إلى
حل.
ربما كان لا يروقه فى بادئ الأمر ولكن لايرى أيسر منه..فهوا أرحم من الموت المريب.. وطلاقها الذى لا يختف عن هلاكه بطلاقها كثيرا .
إنه الحل الأمثل والوحيد.
إنهالسبيل إلى واد السكر والتيه فى النفس والحياة.....
شرب
الخمر فغاب عن وعيه اعتاد على ذلك حتى بات صاحب كأس..
دفعته الخمرة إلى مصادقة الشيطان فصور له قتلها ..
عاد
إلى البيت متأ هبا لجريمته فلما تطلعت إليه بعينين حمروتان ففر شيطانه وعاد عقله الى وعيه ليلقى حتفه ككل ليلة......
نفد صبره
وفاض الكيل ليخرج عن شعوره حال صياحها المعتاد فيأتيها كالمجنون لينقض عليها فتصرخ مستغيثة ليتخلص من نفسه معها بنفس السكين فرارا من مواجهة أبيها
فيموت بسكين ضعفه ليهرب من الحياة هروبا أبديا..
......انتهت
:
سالم هاشم
2014
المنصورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق