الأحد، 8 يونيو 2014

الفصل الخامس للحب للشاعرة كزال ئيبراهيم خدر


الفصل الخامس للحب
شعر"كزال ئيبراهيم خدر

‘ترجمة "عبدالكريم شيخاني
1
لا أشيخُ أنا
سأظلُّ شابة
لأنّ دماءكَ
تغلى في جسدى
ويمرُّ عمري من
خلال الشِعر و قبلات شفتيكَ
ولمسات انفاسك
2
كان لى أربعة مواسم
فقط فمنحتني موسماً آخر
سميتهُ الموسم الخامس
لم أكن قد تعرفتُ على الحب
حين منحني هواكَ الحياة
وغدا شعراً ، وغدا قبلات و غدا قرينا
3
سأكشطُ لكَ قامات كل الجبال
سأصنعُ لكَ تمثالاً من روحى
بأن يكون موضع قبلاتي وأزهاري و شفتي
وسأكتبُ عليهِ إسمكَ بضياء القمر
لتكونَ دماءُ جسدى أنا
4
لى فيكَ فقط الرؤية والنظر
لذا أكونُ مقلوباً إلى الأسفل
أو أصعدُ ويمسكُ اليأسُ بخناقي
أو أضحك فسيأ جح نبراس غرامى
على قبلات شفتيك
سأقبّلكَ من شَعر رأسكَ إلى أخمص قدميك
5
لم أكن قد تعرفتُ على القُبلة قط
حين جعلت من شفتى، طائراً
بلون رمادي
وهكذا وإلى الأبد غدوتُ
بين ثنايا أحضانك
6
فى النهار، يدنا
بين ثنايا الورود و أشعة الشمس
حين يحنُّ الليل تتحاضن
أناملنا وتتعلّق بخاصرة بعضها البعض
لذا فإن قصائدى تتولد دوماً في الليل
7
أنتَ رقيق كالفراشة
و أصفر كالبزوغ مثل رشات المياه صافية
مثل النسائم عليلة
تصبح في مساء
وردة رمان
وتأتى إلي مع غروب الشمس
وحين يخيّم الليل
تصبح سائحاً مغترباً عن الأوطان

8
إن قدمتَ في إحدى الأمسيات
تعالَ عندى حتى أثملكَ بكأس
لو قدمتَ ظهيرة، تعالَ عندى
حتى أقبّلكَ في ضوء أشعة الشمس
وإن قدمتَ صباحاً تعالَ عندى
حتى أخرج ما على خدودى من ندى بشفتيك
9
لا أجرؤ أن ألمس خدّك
لأنهُ رقيق جداً
تجرحهُ ورود أناملي
لا أجرؤ الدخول بين ذراعيكَ
لأنهُ حار إلى الحدّ الذى
يغلي تحتهُ دمي
ما بين رقة خديكَ
و حرارة ذراعيك َ
لا أدري أينَ يقودني الغرام
10
من كُثر ما كتبت لكَ شِعراً
تكاد عيني تتساقط
و بكيت أمام أحزانك كثيرا
يرتعشُ جسدى كله
أني أريدُ أن أجعلكَ أنتَ والشِعر
نجوماً تسير فى سهول السماء الصحوة
11
أني فى بعض الأحيان
حين تنقطع أنتَ فى كلماتي
أصبحُ ورقة غير مقروءة
يثملني خيالكَ ويعيدني إلى أعماق تاريخكَ
آتي بديواني و أبحثُ فى ثنايا القصائد كلّها
حتى أعثر عليكَ داخل ماءِ أحد أشعاري
12
تشبه عينكَ عيون عباد الشمس
إذ تظهر نفسها حرة دوماً
تشبه يداكَ يدى أحد البيشمركة
المتخندقين حين يتركونهُ فى الخندق
لعيون الوطن وتشبه قامتكَ شجرة الصفار
التى تتسامي دوماً
ولا تتساقط الأحزان أبداً
13
سيأتي يوم يأخذ أصيل
الشيخوخة بخناقنا
و ويجلبُ يد الرّدى إلينا
حينئذ تصبح الموسيقى
فراشات خريفية
والأحلام ضباب شجرة الصنار
وتسد أنامل الثلج الصرر
وأسراب النجوم المجنحة
تجفّ حلاقيمها فى الجبال
وسف اجلها تبدأ الدبكات
والشِعر والورود، بالدعاء
14
لم أدري أن يديكَ ستتركانني
وإنها قافلة عابرة وتمرّ
نظراتكَ عابرة سبيل
ستتركُ سيماي يوماً
إني أريدُ فى طرق
هذا الغرام الأبيض أن نكون يداً واحدة
وعيناً واحدة و قلباً واحد
حتي لا نكون فى عالم
مجردينَ من الأهل

15
إن شَعركَ حزن قصير لليالي شِعري
وأنا قنديلٌ مؤجج لرغباتك َ
فلا القنديلُ يزيحُ أحزاني
ولا الأحزانُ تطفى القنديل
إذ أنتَ أكتبني بإستمرار
وأنا أنيرك
16
هذه النظرة التي سددتها
فى لقاء لعيني
غدت نرجستين
غرستا فى سفوح جبالكَ الباردة
واليد التى وضعتها فى يدي
أصبحت طريقاً لعاشقين
مررنا في موعد لقاء
إن القُبلة التى طبعتها على خدي
تقودنى كل ليلة إلى دنيا الأحلام

17
من بين جميع معاجم كل أحزان العالم
إني أتعرّف على أحزانكَ
فهى ذات لحيةٍ بيضاء
يكتبها الدم الأحمرُ القاني
تحملُ حقيبةً على ظهرها
مليئةً بقصائد أشجان الأنفال
وأحزان حلبجة و هموم
جميع العذارى اللواتي
لم يجدنَ خيراً فى حياتهنّ
لذا فإنها لم ترضخ لأعدائها
ولاتسكتُ إزاء أحزان
و أنين أي شخص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق